ريهام الشنواني.. موهبة فنية جديدة لا تُقدر بثمن



حين راودتني فكرة كتابة هذا المقال، لم أفكر بتاتًا في مسألة أنني سأكتب عن فنانٍا مختلفٍا أشعر فيما يقدمه لنا بالحماس والتطرق إلي موضوعات فنية جديدة وأمور من هذا القبيل، ولم أفكر أيضًا في كوني متخصصٍا في علم المصريات وتاريخ المصريين القدماء ولا علاقة لي بذلك.
لكنني لاحظت أنني كمحبٍا للمسرح وعاشقًا لذلك النوع من الفن ينبغي من جانبي أن أعطي أحدهم ما في مقدوري من حقه، ليس لإنه بارع بما تحمل الكلمة من معني فحسب، بل لأنني أتنبأ بأنه قد يصبح من سادة و رواد الفن بالوطن العربي كله ذات يوم.

وربما سيجعل من نفسه أسطورةٍ فنية في الشرق، وخاصة أنه قد أثبت جدارته الفنية فوق ما يمكن تسميتها بتقنية (كشف الموهبة) وهي "خشبة المسرح" التي تفرق بين أصحاب المواهب، وتقسمهم طبقًا لما يحملوه في طيات عقولهم وأجسامهم من مهارة.

ولذلك فإن هذا المقال لم أكتبه من باب البحث عن الفن والفنانين جميعهم ولكن للتأكيد علي أن أحدهم وهي الفنانة الشابة "ريهام الشنواني" موضوع مقالي هذا، ستصير رائدة لعرش الفن المسرحي المعاصر ذات يوم، وقد تتفوق علي جميع فناني المسارح العربية المعاصرين في تخصصها الذي برعت فيه وهو الكوميديا مما قد يدعوها ليس الأن فقط، بل ومستقبلاً لقراءة ذلك المقال لتتذكر أن هناك من معجبيها ومتابعيها من كتب ليتنبأ بأنها ستكون أسطورة جديدة في مجال الفن ذات يوم، كما فعل نجم الكوميديا الأول الزعيم "عادل إمام" الذي كان ذات يوم فنانًا صغير السن يحاول أن يقتنص الفرص، إلي أن صار متربعًا علي عرش الكوميديا العربية.

وهذا ما أري الفنانة الشابة "ريهام الشنواني" تحاول فعله ولكن بطريقة مختلفة، حيث كان أول ما شاهدت لها هو تقليدها للفنانة العظيمة الراحلة "زينات صدقي" علي خشبة مسرح "سينما مصر" الذي يخرجه المخرج العبقري الكبير الأستاذ "خالد جلال" وهو أحد أهم مخرجي العروض المسرحية حول العالم، والذي تناول في ذلك العرض الدمج بين مجموعة مشاهد من عدة أفلام من "أفلام الزمن الجميل" يتخللهم فيلم "الليلة الأخيرة" للفنانة الراحلة سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامه" كفيلم رئيسي لتكوين صورة جديدة من خلال دمج مجموعة المشاهد علي أنها ذكريات الفنانة "فاتن" التي قامت بدور "نادية" في ذلك الفيلم للتأكيد علي أنها هي "نادية" ذاتها وليست "فوزية" كما أراد الفنان الراحل "محمود مرسي" في دور شاكر، وما بين المشاهد المسرحية المقتبسة من أفلام الزمن الجميل كذكريات "نادية" في فيلم "الليلة الأخيرة" ما هو مضحك وما هو محزن، أما عن الدور الذي قامت بتقليده الفنانة "ريهام الشنواني" فهو كما ذكرنا دور الفنانة الراحلة "زينات صدقي" في عدة أدوار كوميدية لها، مثل دورها -زينات صدقي- مع الفنان الكوميدي العبقري الراحل "عبد الفتاح القصري" وملك كوميديا الأبيض والأسود الفنان الراحل "إسماعيل ياسين" والفنان الفسلطيني الراحل "عبد السلام النابلسي" وبالأخص الأخير في إحدي مشاهد فيلم شارع الحب.

والتركيز الواقعي في ذلك الأمر ليس علي براعة تقليدها للفنانة "زينات صدقي" وتقمصها لأدورها وتفاصيلها، بل إنها -وإن جاز القول- تجاوزت براعة وخفة دم الفنانة الأصلية صاحبة الدور نفسه "زينات صدقي" 

والحقيقية أن هذا الأمر لا يحتاج إلي نُقاد مسارح وعلماء في الفن ليكتشفوه، كل ما عليك فقط هو حضور ذلك العرض، وإكتشاف تلك المفأجاة الكبيرة بنفسك، حيث خفة الدم التلقائية وسرعة البديهة، ومهارة الإبهار والإضحاك بكفأة وإتقان وتلقائية في آنٍ واحد، وهو في الواقع -وبدون مبالغة- نفتقده اليوم وبشدة

ولا تقتصر فقط في أدوارها علي تقليد فنانة كوميدية مثل "زينات صدقي"، بل وأيضًا أثناء تشارك بالعديد من الإعلانات والإسكتشات التي يمكن للمشاهد العام من خلالها إستشعار الحجم الهائل لتلك القدرة الفنية التي تتميز بها بنت الإسكندرية الفنانة "ريهام الشنواني" فهي نجمة جديدة في عصرنا المعاصر علي درب تحقيق التفوق اللامحدود والريادة في ذلك الفن.

وأهم ما يميز الفنانة "ريهام" هو كونها علي قدرٍ عالي من الثقافة والعلم، مما يدعوها للبحث عن رقي الذات وجوهر المعني فمثيلة هذه الفنانة إذا قدمت ألف دور بصفات مختلفة لنجحت في جميع أدوارها
فهي فنانة راقية تعشق موهبة التمثيل وتعطي هذه الموهبة حقها، فتكون النتيجة هي إبهارنا كمشاهدين وإضافة أسطورة فنية جديدة إلي الأساطير الموجودة لدنيا، ولكن بشكل جديد وبمذاق فني مختلف.

"ريهام الشنواني" أفضل المتألقين علي المسرح الشبابي في التمثيل الحي بنظر الكثير من معجبيها.
لذا لا أريد أبدًا أن يكون ذلك المقال هو الوحيد الذي أكتبه عن تلك الفنانة الشابة العبقرية ذات الصفات الجميلة، 
فقد نويت بكل إخلاص أن يكون لكل دورًا من أدوارها حقًا بارزًا وإيضاحًا مفصلاً في مقالاتي، راجيًا به دعمها لتزداد تألقًا ونجاحًا، ولتبهرنا جميعًا في كل وقت.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاجل | "دينا محمد" المدير التنفيذي لطيبة الأثري تكشف الستار عن أبرز قرارات الإدارة اليوم

محمد رمضان عشماوي يلتقط صور للاستعدادت الأخيرة لموكب نقل المومياوات الملكية (صور)