حمدي محمد يكتب "بين البينين"
أنا الكريم العاطي في زماننا البخيل
أنا المناضل إحتياطي
في وقت الجد مانيش بديل
أنا المنارة للاجئين
أنا اللاجئ للعارفين
أنا اللي في قلبي الدليل
أنا اللي بين البينين
في بلدي ماشي عالرصيف
كأني مخفي
عن وشوش الطيف
ملاكي مش مخيف
شطاني مش جبان
ركين في حضن غابة
ساكن في حضن الأدان
بلدي بعيش واشوف
فيها الأغرب
وأنا زيادة على
غربتي بستغرب
الكيف بعد توهانه نطق
واترما في حضن قهوة
ريسها صاحب دولة
مالبالي طلب شهوة
أنا تعبت من المحاولة
برغم خيري
سابق ندى الكروان
أنا مش فواعلي هموم
ضحكتي بضحكها لاجل
ما يعدي اليوم
واستعجب لما يعدي أسبوع من كل شهر
واعيش استنى طلة
من بعد قهر
أنا صاحب السعادة
في وقت الضيقة
أنا المليان بالإرادة
بدور عالحقيقة
أنا عدو الباطل
أنا صديق العاطل
أنا العيون الجريئة
أنا البرئ اللي فاضل
أنا الريشة الخفيفة على نوتة القانون
أنا الغريزة المستباحة
ما بين حشد الظنون
ماركتي مش مرسيدس
لكن فكرتي بمليون
البورصة مش مهنتي
لكن قلبي حنون
وانام على فرشتي أحلم
بملكة جمال
واصحى على وقفتي في ورشة العمال
أنا زبون السيرك
أنا اللي بتنطط عالسلك
أنا في حضن جبل
ولا طريقي حبال
الكون كأنه سراب
وشباكي قافلة
في وش جاري
الحقيقة بواجهها
بحيره وبلبال
وعمرو ما خطر عالبال
إني أصالح الناس بروح النصر في أكل العيش
وسواس الونس دق عالباب
بيقول عالطيب كداب
واكدب أنا الشرطة والجيش
واعيش بفكر متطرف
واخرف قبل ماكبر واكبر يوم العيد بنية مش سالكة
وامشي سواح
في أرض شايكة
واجري اترمي
في حضن الوهم
ولا مرة قولت أكون معجباني واشيل السهم
سهم الغيبة
وأكون شهم واتلاشى العيبة وأعيش أكبر وعمري يكبر
والأيام لسة غريبة
الكلمة بتطلع بشك
طول ما الرحلة مجهولة
والخطى ماشي يعك
بيبان الحزين مقفولة
أنا الحزين أنا الالعوبان
أنا عنوان المخاطر
انا الفتى اللي شاطر
أنا عنوان الغرابة
أنا الملاك اللي فاطر
أنا اللي منك يا بلدي
خوديني بين دراعيكي
أنا ابنك وجايلك ولدي
راعيني بين اراضيكي
واكبر على مية نيلك
واروي في صحاريكي
أنا اللي بيا الغنى لكن
هم الزمان بكاني
أنا اللي ضاع عنواني
قبل الرحلة ما تبتدي
إنتي رحلتي وانتي بدايتي
إنتي بشاير خطوتي
وإنتي ضمان غايتي
إنتي الوحيدة يا بلدي اللي باقية عشان ترجعي اللي ضاع مني وبعد عتمتي
أرجع أشوف
وأترمي في حضن السواقي والمدن وقلبي
يرجع ملهوف
لنظرة الحنين الوافي
في عيون كل مصري
للمسة النسيم الدافي
وعلى أمله أبني قصري
وأكون خارج عن المألوف
وهبطل أكون فيلسوف
