كاترين مرزوق تكتب "اللي ميتسماش"
أسماء الأشخاص من الأشياء الهامة وتعتبر جزء كبيرًا من هويته الشخصية وشي مهم ولا أحد ينكر أنه يستاء جدا ويشعر بشي من الإهانة لو أن شخص آخر قد نسي اسمه او نطقه بطريقة خطأ .. علماء النفس يقولوا انك في حالة مقابلتك لشخص هام لأول مره وتريد ان تدخل قلبه وتجذب انتباهه لابد أن تناديه باسمه قبل ان يعرف نفسه إليك وبشكل تلقائي سوف تثبت في عقله الباطن.. وهذا يوضح اهمية الاسم بالنسبة للانسان.
تخطى هذا الموضوع بالنسبة للمصريين القدماء الحواجز النفسية لدرجة ان الإسم ممكن أن يأثر على وجود الإنسان في الحياة الأخرى ويمنع انبعاثه مرة ثانية والطبع هذا غاية في الأهمية بالنسبة للمصريين القدماء ولمعتقداتهم حيث أن عقيدة الانبعاث والخلود كانت محور حياة المصري القديم بشكل كامل.
فكان اسم الإنسان ضمن 7 عناصر مكونة للوجود الإنساني "حسب اعتقادهم" وهذه العناصر مؤثرة جدا في شخصية الإنسان وفي حالة ان عنصر من السبعة عناصر تأثر سوف يعيق ويأثر بشكل كبير على إمكانية تعرف الروح على الجسد وانبعاث الإنسان مرة أخرى .. عند وجود خلاف بين ملك ومن يليه في الحكم او ملك مكروه من الكهنة او الملوك الآخرين بعده على سبيل المثال اخناتون حذفوا اسمه من قوائم الملوك ويحذفوا الاسم من على الآثار والمباني الخاصة به كنوع من العقاب الشديد بانهم هكذا سوف يمنعوا انبعاثه مرة أخرى وانه سوف يُمحي من الوجود ومن الأمثلة الشهيرة في الصراع الكبير بين الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث الذي قام بتدمير كثير من المنشآت الخاصة بحتشبسوت وقام بمحو اسمها من قوائم الملوك المسجلة على جدار المعابد حيث أنه قام ببناء حائط حول المسلة المحفور عليها اسم حتشبسوت في الكرنك حتى يخفى اسمها ووجودها .. في الخلافات بين عامة الشعب كانوا في بعض الأحيان يكتبوا اسم الشخص المكروه على أواني فخارية او تماثيل ويكسروها وبذلك هذا الشخص أصبح مجرد من الاسم وبالبلدي كدا " اللي ميتسماش" .. فهل اسم الإنسان بهذه الأهمية وهل هو جزء كبير من وجوده وشخصيته ام هو مجرد اسم يطلق عليه ويكتب في البطاقة الشخصية .